يتنافس المعلنون في تقديم أقوى المنتجات التي يدعون أنها تقضي على رائحة الفم الكريهة، لكن الحقيقة أنه سواء كانت علكة أم معجون أسنان، فإنها لا تشكل سوى حل جزئي لهذه المشكلة التي تنغص على الكثيرين حياتهم.
أسبابها
هناك أسباب عديدة يمكن أن تكون وراء رائحة الفم الكريهة، وعلى عكس ما يعتقده الناس، فإنها ليست مرتبطة تمامًا بالفم في حد ذاته، بدليل أن بعض الناس، وعلى الرغم من شدة عنايتهم بالفم والأسنان واللثة، وحرصهم على استعمال فرشاة الأسنان وفرشاة اللسان، والخيط لتنظيف ما بين الأسنان، يظلون يعانون رائحة كريهة في أفواههم.
وفي محاولة لحصر الأسباب الكامنة وراء رائحة الفهم الكريهة، إليكم بعض هذه الأسباب وكيفية التخلص منها:
الطعام: بعد كل وجبة طعام نأكلها، تتسلل بقايا الأطعمة بين الأسنان وأسفل اللثة، ومع مرور الوقت عليها، هنا تبدأ في إصدار رائحة كريهة نتيجة تخمرها، الزيوت الطيارة التي توجد في بعض النباتات والخضار، أيضًا تسبب هذه الرائحة الكريهة في الفم، ولعل الثوم والبصل أدل مثال على طبيعة هذه النباتات، لكنها ليست الوحيدة، فهناك أيضًا توابل وأعشاب منكهة للطعام لا يخفى أثرها في الفم، بعض هذه الأطعمة يستمر أثرها حتى بعد 72 ساعة من تناولها.
فبعد أن يتم هضم الثوم والبصل مثلاً، وامتصاص الزيوت الموجودة فيهما ودخولها في مجرى الفم، تصل إلى الرئتين فتخرج رائحتها النفاذة مع الهواء الذي نلفظه وتدوم المعاناة لساعات.
مشاكل الأسنان: المصدر الأكثر بديهية وانتشارًا أيضًا لمشكلة رائحة الفهم الكريهة، هو ضعف العناية بنظافة الأسنان، مما يسبب أمراض اللثة والأسنان، فعندما لا يتم تنظيف الفم والأسنان، على الأقل مرتين في اليوم، بالفرشاة وبالخيط الطبي، تتراكم بقايا الأكل بين الأسنان، وتبدأ في اجتذاب البكتيريا التي تقوم بتحليل هذه الفضلات، وبالتالي فإن إنتاج غاز الكبريت كريه الرائحة، الذي يتكون حول الإنسان في حالة عدم تنظيفها، وهناك طبقة أخرى، هي طبقة البلاك أو الطبقة الجيرية، التي من شأن تراكمها من دون تنظيف أن تؤدي إلى إثارة اللثة وإلحاق ضرر جسيم بالأسنان.
جفاف الفم: لا بد أنك تتساءل أحيانًا عن دور اللعاب في الفم، وأهم ما يمكن ذكره في سياق رائحة الفم الكريهة، هو أن اللعاب يمنع جفاف الفم، فالفم عندما يكون جافًا، يساعد على تراكم الخلايا الميتة في كل من اللسان واللثة وداخل الفم، وهذه الخلايا التي لا يتم التخلص منها، تتراكم وتتحلل وتسبب رائحة غير لطيفة، وغالبًا ما يحدث هذا الأمر أثناء ساعات النوم، خاصة لدى الأشخاص الذين ينامون فاغرين أفواههم، لهذا يجدون أن رائحة أنفاسهم في الصباح متغيرة إلى الأسوأ، لكنها ما تلبث أن تزول ومن الأسباب الأخرى لجفاف الفم التدخين وتناول أدوية معينة ووجود اضطراب في الغدد التي تفرز اللعاب.
الأمراض: رائحة الفم قد تكون إشارة إلى الإصابة بالتهاب الرئتين أو مرض الخراجات الرئوية، أو الإصابة بسرطان معين أو اضطراب في عملية الهضم، فمرض الفشل الكلوي مثلاً، يجعل رائحة الفم كريهة بشكل أقرب إلى رائحة البول، ومرض الفشل الكبدي يجعلها تشبه رائحة السمك، أما الأشخاص المصابون بداء السكري، فإن أفواههم أحيانًا تصدر رائحة غير محببة أشبه برائحة الفواكه الفاسدة.
حالة الأذن والأنف والحنجرة: من المسببات الأخرى المحتملة لرائحة الفم الكريهة، التهاب الجيوب الأنفية، حيث تتسرب أحيانًا سوائل من الأنف إلى مؤخرة الحلق، عندما نجد مثل هذه الرائحة لدى طفل صغير، علينا أن نتأكد من أنه لا يوجد شيء صغير عالق بجيوبه الأنفية، فهذا يسبب سيلانًا أنفيًا نحو الحلق لدى الأطفال، وبالتالي رائحة غير طبيعية في أنفاسهم، النتيجة نفسها تسببها التهاب الحلق والتهاب الشعب الهوائية، لكنها تختفي مع الشفاء من المرض.
التدخين: جفاف الفم نتيجة حتمية لدى المدخنين، ما يسبب لهم رائحة كريهة في الفم، ليس هذا فحسب، بل إن التدخين يؤثر في صحة اللثة والأسنان، وهو ما يشكل سببًا آخر للرائحة الكريهة في الفم.
عدم تناول أي طعام لفترة طويلة: يؤدي ذلك إلى ظهور رائحة غير طيبة في الفم، وهذا أمر لا بد أن للجميع يلاحظونه خلال شهر رمضان خاصة، والسبب في ذلك، هو ارتفاع الكيتونات في دم الشخص الصائم.
الأسنان الصناعية: إذا كنت تضع أسنانًا صناعية أو أسلاك تقويم طبية، أو أي شيء من هذا القبيل في فمك، فينبغي أن تكون عنايتك بأسنانك أكبر وأكثر دقة.
حلول
إذا كنت ممن يعانون رائحة الفم الكريهة، فإليك مجموعة من النصائح التي ستفيدك في التخفيف من معاناتك إن لم تقض عليها نهائيًا.